ومواثيقه الَّتِي لم يرع حَقّهَا فَيْرُوز وَلَا خَافَ تبعه نكثها وَأخذ فِي ذَلِك بالحزم فِي سد ثغوره وَجمع جنده ثمَّ خرج إِلَى فَيْرُوز بَعْدَمَا توَسط أرضه وعاث فِي بِلَاده ففاجأه الخشنوار وَصدقه الحملة فانكشف فَيْرُوز مُنْهَزِمًا وَأسلم مَا كَانَ بِيَدِهِ فَقتل اخشنوار رِجَاله وغنم أَمْوَاله وأمعن فِي طلب فَيْرُوز فظفر بِهِ وَقَتله وَأسر أهل بَيته وحماة أَصْحَابه وَاسْتولى على بِلَاده كل ذَلِك بِسَبَب الْغدر وَنقص الْمِيثَاق وَكَذَلِكَ سَبَب أَخِيك لغدره بك وَنقض مِيثَاق أَبِيك وَأَنت ظافر بِهِ لَا محَالة فَلَمَّا سمع الْمَأْمُون كَلَام الشَّيْخ تهلل وَجهه وَطَابَتْ نَفسه وَقَالَ قد سَمِعت مَقَالَتك فصادفت منا قبولا وشكرا عَلَيْهَا وسرورا ثمَّ حَيَاة وأكرمه وَعمل بِرَأْيهِ فأنجح الله عمله وبلغه من الْخلَافَة أمله
الْحِكَايَة الثَّالِثَة قيل إِن عبد الْملك بن مَرْوَان لما ندب