على صَاحبه عِلّة السكتة والاختناق وامتلاء بطن الْقلب الجالب للْمَوْت فَجْأَة وَرُبمَا حدث مِنْهُ انفجار الشريانات الدموية والصفراوية وتحدث مِنْهُ الرعشة والفالج وَهَذَا كُله مَعَ مَا يجلب على صَاحبه من فقد الْعقل وهتك السّتْر وإفشاء السِّرّ والاشتغال عَن دَرك المطالب وَلَا يكَاد صَاحبه يسمو لَهُ حَال وَلَا يَسْتَقِيم لَهُ أَمر فِي تَدْبِير وَلَا يزَال منحط الرُّتْبَة عِنْد نظرائه مسلوب الْوَقار فِي أعين النَّاس قَالَ الشَّاعِر
(مَتى تبلغ الْخيرَات أَو تستطيعها ... وَلَو كَانَت الْخيرَات مِنْك على شبر)
(إِذا بت سكرانا وأصبحت مثخنا ... حمارا وعاودت الشَّرَاب من الْعَصْر)
وَأكْثر مَا تنصب الغوائل والمكائد للملوك فِي حَال سكرهم هَذَا كُله مَعَ مَا يؤول السكر بِصَاحِبِهِ فِي الْآخِرَة من الْعَذَاب المهين والنكال الدَّائِم