جَيْشه وَقَتله وَاسْتولى على بِلَاده
وَقد أوضحنا فِي هَذَا الْبَاب من الْأَوْصَاف الذميمة والأخلاق اللئيمة مَا احتمله كتَابنَا هَذَا وسنختمه بِذكر عوارض ردية رُبمَا عرضت للملوك أَو بَعْضهَا فأضرت بهم وأخرجتهم عَن حُدُود الِاعْتِدَال
وَهِي ثَلَاثَة اعراض الْعرض الأول وَالثَّانِي الْهم وَالْغَم
وَإِن هذَيْن العرضين إِذا طَرَأَ وَاشْتَدَّ إفراطهما فَإِنَّهُمَا يجلبان من الْأَلَم والأذى على النَّفس والجسم أمرا لَا يُمكن تلافيه ويؤديان إِلَى التَّقْصِير فِي المطالب والقصور فِي التَّدْبِير مَعَ مَا يظْهر فِي الْجِسْم من النحول وَفِي الْعقل من الذهول وَهَذَانِ العرضان لَا مندوحة لأحد عَنْهُمَا وَلَا بُد من طرؤهما فِي مُقَابلَة الْحَوَادِث الملمة والنوائب المهمة فالهم هُوَ مَا تتَوَقَّع النَّفس حُدُوثه وطروءه فِي الزَّمن الْمُسْتَقْبل من الْأُمُور المهمة