قوم عهد فَلَا يحل عقده وَلَا يشدها حَتَّى يمْضِي أمدها أَو ينْبذ إِلَيْهِم على سَوَاء قَالَ فَانْصَرف مُعَاوِيَة ذَلِك الْعَام
وَقَالَ بعض الْحُكَمَاء الْغدر يسْرع إِلَى الهلك ويفضي إِلَى زَوَال الْملك
وَكَانَ يُقَال يَمِين الْغَضَب مهزول ووالي الْغدر مَعْزُول وجيش الْعدوان مفلول وعرنين الطغيان مشلول
وَكَانَ يُقَال لكل عاثر رَاحِم إِلَّا الغادر فَإِن الْقُلُوب مجمعة على الشماتة بمصرعه
وَقَالَ حَكِيم لبَعض مُلُوك زَمَانه أوصيك بِخمْس خِصَال ترضي بِهن رَبك وَتصْلح بِهن رعيتك لَا يغرنك ارتقاء السهل إِذا كَانَ المنحدر وعرا وَلَا تعدن وَعدا لَيْسَ فِي يدك وفاؤه وَاعْلَم أَن الْأُمُور بغتات فَكُن على حذر وَاعْلَم أَن للأمور جَزَاء ومكافأة فَاتق العواقب وَإِيَّاك والغدر فَإِنَّهُ أقرب الْأَشْيَاء صرعة
وأوصي أَبُو مُسلم الخرساني قوما بَعثهمْ إِلَى منازلة قوم عَدو