(إِنِّي بلوتهما فَلم أحمدهما ... لمجاور جَار وَلَا لرفيق)
(وَالْجهل قد يضع الْفَتى فِي قومه ... وعروقه فِي النَّاس أَي عروق)
(مَتى رَآهُ مجانبا ذَا بغضة ... فِي الْحَيّ غير مجنب وموق)
وَاعْلَم أَن النُّفُوس مَتى سلك بهَا الْجد والتزمت بِهِ سئمت مِنْهُ وضجرت واستثقلت حمل الْحق وَرُبمَا أفْضى بهَا ذَلِك إِلَى ضيق العطن وَسُوء الْخلق فَيَنْبَغِي أَن يريحها بِقَلِيل المزاح ويسير الرِّعَايَة وَليكن كَمَا قَالَ أَبُو الْفَتْح البستي
(أفد طبعك المكدود بالجد رَاحَة ... ترحه وَعلله بِشَيْء من المزح)
(وَلَكِن إِذا أَعْطيته المزح فَلْيَكُن ... بِمِقْدَار مَا تُعْطِي الطَّعَام من الْملح)