فَقَالُوا أوصنا يها الْحَكِيم وَصِيَّة ننتفع بهَا فِيمَا صَار إِلَيْنَا من أَمر الْملك فَقَالَ من اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يمْنَع نَفسه من أَرْبَعَة أَشْيَاء فَهُوَ حقيق أَن لَا ينزل بِهِ مَكْرُوه وَهِي العجلة واللجاجة وَالْعجب والتواني فثمرة العجلة الندامة وَثَمَرَة اللجاجة الْحيرَة وَثَمَرَة الْعجب البغضة وَثَمَرَة التواني الذلة
وَكَانَ يُقَال التثبت فِي النوائب معقل اهل التجارب والعجلة فِي الْأُمُور دَاعِيَة إِلَى كل مَحْذُور
وَأوصى ملك من مُلُوك الْيمن من يخلفه من بعده فَقَالَ أوصيك بتقوى الله تَعَالَى فَإنَّك إِن تتقيه يهدك ويكفك ويرض عَنْك وَمَتى رضى الرب عَن عَبده أرضاه وأمرك أَن لَا تعجل فِيمَا تخَاف فِيهِ الْفَوْت فَإِن العجلة ندامة وَإِذا شَككت فِي أَمر فَشَاور وَإِذا اتهمت