تخلف عَن حراسته لمَرض ناله فاستناب الفاتك فَعمد ذَلِك الفاتك إِلَى خَزَائِن سلَاح بهْرَام وَكَانَت بِإِزَاءِ قصره فَألْقى فِيهَا نَارا وثبط أَصْحَابه عَن الْمُبَادرَة إِلَى إطفائها حَتَّى اشْتَدَّ عَملهَا فارتفعت الضجة فَخرج بهْرَام من قصره على فرس لَهُ وَلَا سلَاح مَعَه فانتهز الفاتك فِيهِ الفرصة ودنا من بهْرَام وَفِي يَده خنجر وَقد أخفاه فِي كمه فَنظر إِلَيْهِ بهْرَام فِي ضوء من النَّار فَرَأى دَلَائِل الرِّيبَة ظَاهِرَة عَلَيْهِ فتفرس فِيهِ الشَّرّ فَجمع رجلَيْهِ ووثب عَن ظهر فرسه فَإِذا هُوَ على الفاتك وَقبض على يَدَيْهِ فَوجدَ الخنجر فأخده مِنْهُ بِيَمِينِهِ وَجمع يَدَيْهِ مَعًا فِي شِمَاله وَانْطَلق بِهِ يَقُودهُ حَتَّى أدخلهُ الْقصر فَخَلا عَنهُ وَسَأَلَهُ عَن أمره فَصدقهُ الحَدِيث فَقَالَ لَهُ بهْرَام أما أَنْت فلك ذمتنا على حفظ نَفسك وَالْإِحْسَان إِلَيْك إِذا كنت إِنَّمَا أتيت الَّذِي أتيت طَاعَة لخاقان ومناصحة لَهُ وبذلت نَفسك فِي مرضاته وَمثلك من يصطنع وَنحن نَحْفَظ عَلَيْك نَفسك الَّتِي ضيعها صَاحبك غير أَنا نُرِيد أَن نحبسك مُدَّة ثمَّ نطلقك ونحسن إِلَيْك لغَرَض نُرِيد أَن نفعله فدلنا على أَخِيك فدله عَلَيْهِ فَأرْسل إِلَيْهِ من قبض عَلَيْهِ وحسبهما فِي قصره