واقتدار حدث عَن حسده الانتقام من الْمَحْسُود وَإِن كَانَ ذَا عجز وَضعف حدث عَنهُ هم دَائِم وسقم لَازم فَيَنْبَغِي أَن يحسم عَنهُ أَسبَاب الْحَسَد ويأنف من تعاطيه ويستنكف من هجنة مُسَاوِيَة ليدفع ضَرَره ويتوقى شَره وَلَا يغالب قَضَاء الله تَعَالَى فَيرجع مَغْلُوبًا وَلَا يُعَارضهُ فِي أمره فَيصير مسلوبا وَسَنذكر من تَأْثِير الْحَسَد وضرر عواقبه حِكَايَة نختم بهَا هَذَا الْفَصْل ذكر أهل التواريخ أَن بهْرَام بن يزدجرد ملك الْفرس كَانَ صديقا لخاقان ملك التّرْك وَكَانَ بَينهمَا مهادلة وتلطف وَإِن بهْرَام اشْتهر أمره بِالْقُوَّةِ والشجاعة وَالْكَرم وَحسن السِّيرَة وَالْعدْل فِي الرّعية فحسده خاقَان على ذَلِك حسدا شَدِيدا وَكَانَ لَهُ وزيران فَذكر ذَلِك لأفضلهما وَسَأَلَهُ التَّدْبِير فِي هَلَاك بهْرَام فَقَالَ لَهُ الْوَزير إِن كتم الْملك ذَلِك سعيت لَهُ فِيهِ فَقَالَ سأكتمه فَلبث مُدَّة ثمَّ سَأَلَ الْوَزير عَمَّا صنع فِيهِ فاستصبره فَلَمَّا تكَرر ذَلِك مِنْهُمَا قَالَ لَهُ الْوَزير أَيهَا الْملك لَا حِيلَة لي فِيمَا كلفتنيه استصبرتك رَجَاء أَن يَزُول ذَلِك من قَلْبك فَإِنِّي رَأَيْت الْحَامِل لَك عَلَيْهِ