الْغَضَب فَإِن دولته فِي هَاتين الْحَالَتَيْنِ تضطرب لِخُرُوجِهِ عَن حُدُود السياسة الثَّالِث مَا يعرض لَهُ من الْحِرْص فَإِنَّهُ إِذا حرص ظلم وعسف الرّعية الرَّابِع هيجان الرّعية فَإِذا عرض لَهُ شَيْء من ذَلِك فليبادر الحسم
وَحكى الْمَدَائِنِي قَالَ رَأَيْت رجلا بِعَرَفَات وَهُوَ على بغلة بمركب من ذهب والغلمان والخدم بَين يَدَيْهِ وَالنَّاس حوله وَهُوَ لَا يعبأ بِأحد مِنْهُم فَنَظَرت إِلَيْهِ مُتَعَجِّبا وَقلت لَهُ يَا هَذَا لَيْسَ هَذَا مَوضِع التكبر إِنَّمَا هُوَ مَوضِع التَّعْظِيم والخشوع فَانْزِل عَن بغلتك واصرف الخدم من بَين يَديك فِي هَذَا الْوَقْت وَأَقْبل على الله تَعَالَى بخضوع وخشوع فَإِنَّهُ يقبل عَلَيْك برحمتة ورضوان قَالَ فَلم يلْتَفت إِلَى وَتركته وانصرفت فَلَمَّا كَانَ الْعَام الْمقبل عبرت الجسر بِبَغْدَاد فَوجدت ذَلِك الرجل أعمى يتَصَدَّق من