اعْلَم أَن الْكَذِب وصف ذميم وَخلق لئيم لَا يَنْفَكّ صَاحبه عَن الفضيحة لمناقضته كَلَامه بالسهو وَلَا يكَاد متعاطيه تسمو لَهُ رُتْبَة وَلَا تعلو لَهُ منزلَة لاحتقار النَّاس لَهُ واستصغارهم إِيَّاه ونفورهم عَنهُ وَقلة ركونهم إِلَيْهِ لِأَنَّهُ إِن عَاقد لم يوثق بعقده وَإِن نزل أوعد لم يركن إِلَى وعده وَإِن ذكر شَيْئا تسارعت إِلَيْهِ التُّهْمَة وَإِن نزل بِهِ مَكْرُوه تراجعت عَنهُ الرَّحْمَة كل ذَلِك لما قد عَلمته النُّفُوس