الْبِلَاد عيُونا ليسمعوا مَا تَقول النَّاس فِيهِ من خير أَو شَرّ فيطالعونه بذلك فَمَا سمع من خير ازْدَادَ مِنْهُ وَمَا سمع من عيب فِيهِ أزاله
وَإِن وَفْدًا قدمُوا على الْمَأْمُون من بِلَاد الرّوم فأكرمهم فَلَمَّا رجعُوا إِلَى بِلَادهمْ قَالَ عقلاؤهم مَا رَأينَا مثل الْمَأْمُون جلالة وعظمة وعقلا وَلَا رَأينَا مثل وزيره فِي حسن سمته وَكَمَال أَوْصَافه لَوْلَا أَنه حَدِيث السن وَمن شَأْن الْمُلُوك أَن يستوزروا الْمَشَايِخ الَّذين اجْتمعت لَهُم الْحِيلَة والرياسة وَالْعلم والتجربة فَأخْبرهُ أَصْحَابه بذلك قَالَ فاحتجب ثَلَاثَة أَيَّام فِي دَاره يعالج لحيته حَتَّى ظهر للنَّاس وَهِي بَيْضَاء وَلَا يجوز أَن يكون الْوَزير امْرَأَة لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم = مَا أَفْلح قوم أسندوا أَمرهم إِلَى امْرَأَة