وصلى على المشركين ودعا لهم، فأنزل الله -تعالى-: وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ وقيل له: إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ فقال: لو أعلم أني لو زدت على السبعين يغفر لهم لزدت فأنزل الله تعالى: سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ.

وقال: فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ إلى قوله: <> يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا فالله تعالى له حقوق لا يشركه فيها غيره، وللرسل حقوق لا يشركهم فيها غيرهم، وللمؤمنين حقوق مشتركة، وفي حديث معاذ "حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا" وهذا أصل التوحيد الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب.

قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ويدخل في ذلك أن لا يُخاف إلا إياه، ولا يُتقى إلا إياه.

قال تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فالطاعة لله ورسوله، والخشية والتقى لله وحده، كما قال: وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ فالحلال ما حلله الرسول، والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015