العَوَائِقُ والعَلائِقُ

إنَّ العِلْمَ الشَّرْعِيَّ، لا يَكُوْنُ شَرْعِيًّا مَقْبُوْلًا إلَّا إذا خَلُصَ مِنَ العَوَائِقِ والعَلائِقِ، وسَلِمَ مِنَ الدَّسَائِسِ والحوَائِلِ.

فَعِنْدَ ذَلِكَ؛ فلْيَعْلَمِ الجمِيعُ: بأنَّ العِلْمَ الشرْعِيَّ لَهُ عَوَائِقُ كَثِيرَةٌ تَقْطَعُ السَّيرَ عَلَى طَالِبِ العِلْمِ، وتُفْسِدُ عَلَيه الطَّلَبَ والقَصْدَ، كَمَا أنَّها مُحْبِطَةٌ لصَالِحِ الأعْمَالِ، ومُجْلِبَةٌ للحِرْمَانِ والخُسْرَانِ، ومَنْ أحَاطَتْ بِهِ فَقَدْ أوْبَقَتْ دِينَهُ ودُنْيَاهُ؛ فَنَعُوْذُ باللهِ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، ومنْ عَمَلٍ لا يُرْفَعُ.

* * *

ومَهْمَا قِيلَ؛ فإنَّ العَوَائِقَ كَثِيرَةٌ لا تَنتهِي إلى حَدٍّ ولا عَدٍّ، فمِنْها:

الكِبْرُ، بَطَرُ الحَقِّ، غَمْطُ النَّاسِ، حَسَدُ الأقْرَانِ، الرِّياءُ، العُجْبُ، تَزكِيَةُ النَّفْسِ، سُوْءُ الخُلُقِ، العِلْمُ بِلا عَمَل، التَّرَفُ، العَجْزُ والكَسَلُ، سُوْءُ الظَّنِّ، تَصْنِيفُ النَّاسَ بالظَّنِّ والتَّشَهِّي، غَيرَةُ الأقْرَانِ، تَلَقِّي العِلْمَ عَنِ المُبْتَدِعَةُ، أخْذُهِ عَنِ الأصَاغِرِ، تَتَبُّعُ الرُّخَصِ والشُّذُوْذَاتِ العِلْمِيَّةِ، نَشْرُ أُغْلُوْطَاتِ المَسَائِلِ، حُبُّ الشُّهْرَةِ، التَّعَالُمُ، التَّصَدُّرُ قَبْلَ التَّأهُّلِ، التَّنَمُّرُ بالعِلْمِ، تَعْظِيمُ عُلُوْمِ الدُّنْيَا وألْقَابِها، التَّخَصُّصُ (الجامِعِيُّ)، التَّقْليدُ المَذْهَبِيُّ، التَّعَصُّبُ العِلْمِيُّ، التَّحَزُّبُ المقِيتُ، الانْهِزَامُ العِلْمِيُّ (الدَّعَوِيُّ)، رِقُّ الوَظَائِفِ، كَثْرَةُ المِزَاحِ، فُضُوْلُ المُبَاحَاتِ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015