بالغدر من الناس مهما كانت التكاليف الباهظة في حقها.
إن كرامة العهد غالية جدا على المسلم.
وكرامة الرجل المسلم غالية جدا على الحركة الإسلامية.
وكرامة حدود الله غالية جدا على الجيش المسلم.
ولابد من المرازنات بين هذه الأمور بحيث لا يطغى جانب على جانب.
ونلاحظ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رفض قبول شفاعة زيد ووساطته من أجل المرأة المخزومية التي سرقت. بينما قبل وساطة عثمان في حد المرتد. ولكن في هذا الأمر شبهة لجوئه إلى مكة. بينما حدثت السرقة في ظل الدولة الإسلامية دون أية شبهة، ودائما تدرأ الحدود بالشبهات.
والحركة الإسلامية التي تحمل عبء إقامة دولة الله في الأرض، لا بد لها أن تتحمل مسؤولية التطبيق العملي لذلك، مهما كان الثمن غاليا. والمجرمون الذين يحملون كبر الإجرام من كبار العتاة في الأرض لا بد من عقوبتهم دون مراعاة لعواطفهم طالما أنهم قادة لهذا الشر أو مراوغون مرتدون ثبت غدرهم وكفرهم. هذا بالنسبة لخارج الصف المسلم. وكذلك الأمر داخل هذا الصف فليست الغرابة أن يقع فيه الخطأ. بل نقول أكثر من ذلك إن الغريب ألا يقع الخطأ في هذا الصف. لأن طبيعة النفس البشرية مجبولة على الخطأ.
(لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر الله لهم) (?).
إنما الأشد غربة أن يقع الخطأ في كبيرة أو حد من الحدود. ويتهاون به، وينفذ على الصغير دون الكبير، وعلى الضعيف دون الشريف. فهذه قاصمة الظهر للجماعة وللحركة الإسلامية كاملة فالحركة الإسلامية العاجزة عن تحقيق العدل في صفوفها هي من باب أولى عاجزة عن تحقيقه في صفوف غيرها .. ومن هنا تأتي أضخم أزمة ثقة بين القيادة والقاعدة في صف الحركة حين يصبح المثل المحتذى. والقدوة محل نقد وشك من شباب الدعوة، وجنودها الأوفياء.
القيادات جميعا تعتنق الإسلام
ولم يحدث في تاريخ الأرض كلها أن يدخل قادة جيش العدو في دين عدوهم إلا في تاريخ الإسلام.
الثلاثة الكبار: وهم قادة جيش العدر صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل، وسهيل بن