غير الحق والله ما علمت منهم إلا خيرا. ويقولون ذلك لرجل والله ما علمت عليه إلا خيرا، وما يدخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي)).
وعندما وقعت الأزمة بين الفريقين الأوس والخزرج لم يكن ليملك عليه الصلاة والسلام إلا أن يكون حكما بينهما رغم أن أحد الفريقين يدافع عن الوالغين في عرض عائشة رضي الله عنها والآخر يهاحمهم ومع ذلك، فقد أرضى الفريقين ولم يتحيز لأحدهما لأنه لا يملك البينة ليرد بها على الفريق المتهم، وحتى عندما تجاوز صنوان رضي الله عنه في ثورته لنفسه وضرب حسان بن ثابت على اتهامه لم يسنده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الخلف ويشجعه على تجاوزه قبل صدور البينة مع أنه يبرىء أحب الناس إليه عائشة رضي الله عنها، وقد حضر حسان وصفوان عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولنستمع إلى تلك المحاكمة الهادئة للجنديين المتجاوزين!
(قال صفوان بن المعطل: يا رسول الله آذاني وهجاني فاحتملني الغضب فضربته. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحسان: أحسن يا حسان أتشوهت على قومي أن هداهم الله للإسلام ثم قال: أحسن يا حسان في الذي أصابك قال: هي لك يا رسول الله.
قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن إبراهيم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاه عوضا عنها. . . وأعطاه سيرين أمة قبطية فولدت له عبد الرحمن بن حسان) (?). وهكذا كلفت ضربة صفوان لحسان أرضا وجارية وهبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحسان بن ثابت بعد عفوه عن صفوان بن المعطل، وكان هذا العطاء لمن ينشد الشعر في اتهام زوجته ويمضي في الإشاعة دون توقف.
وثانيهم: هو أبو بكر رضي الله عنه وزوجه أم رومان وقد نزل بهم من البلاء ما لم ينزل
بمسلم وأقصى ما قالته أم عائشة التي تعرض عرضها للثلم والإهانة:
أي بنية خفضي عليك الشأن. فوالله لقلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن وكثر الناس عليها.
ولم يتمالك أبو بكر رضي الله تعالى عنه أن يقول:
(ما أعلم أهل بيت من العرب دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر. والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية حيث لا نعبد الله، فيقال لنا في الإسلام!!).
وثالثهم: عائشة رضي الله عنها التي لم تنته عن البكاء حتى ظنت أن البكاء سيصدع
كبدها.