أضعف قريش نسبا. ويمثل هذا المركز ما روى عن أبي سفيان حين استلم أبو بكر الخلافة قوله:
(ما بال هذا الأمر في أذل حي من قريش).
ولكن هذا لم يحل دون تبوئه المكانة المرموقة في قومه. ومن خلال هذه المواصفات نحرص على أن توجد لدى الداعية اليوم.
فالخلق المحبب السهل هو الذي يضمن القدرة على النفاذ للآخرين، وهو الذي يفتح القلوب له ولو كانت متعصية، وهو الذي يضمن البعد عن ردود الفعل في حالة الموقف السلبي من الدعوة.
والثقافة ليست بأقل شأنا من الخلق. وليس كل نوع من أنواع الثقافة هو المطلوب في هذا الصدد. بل الثقافة ذات الخبرة بالمجتمع واتجاهاته وميوله. والثقافة التي تعرف نفوس الناس ومنازعهم ومشاربهم وعواطفهم. هي التي تكون مفتاح التحرك للداعية، وباب الولوج إلى قلب المدعو.
{أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها (?)}. فللقلوب أقفال، ومهمة الداعية أن يملك مفاتيح هذه الأقفال، ويعرف من أين، يدخل إليها. حتى تستجيب له.
والمركز الاجتماعي للداعية يجعل له أذنا صاغية من الناس؛ فترفع الداعية عن الحاجة وذل السؤال والتطلع إلى ما في أيدي الناس، هو الذي يكسب الاحترام في مجتمع أعلى قيمه هي المال والشهرة. وتد وجهنا لذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله:
(إزهد في الدنيا يحبك الله، وازهد بما في أيدي الناس يحبك الناس (?)).
وإذا كان المركز الاجتماعي بطبيعته ذا صلة وثيقة بالناس؛ فهذا أدعى