المعني به هو: الخطوات المنهجية التي تحرك بها النبي - صلى الله عليه وسلم - منذ بعثته حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى. وهذا يقتضي منا متابعة المراحل خطوة فخطوة، لنكون على بينة من أمرنا، ونحن نتابع السير في حركتنا الإسلامية، فنقتفي خطى حركته عليه الصلاة والسلام انطلاقا من قول الله عز وجل:
{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ... (?)} ولا شك أن متابعة هذه الخطوات والمراحل هو أمر تعبدي قبل كل شيء، نصل به إن اقتدينا بهداها إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى.
وهو من جهة ثانية تبصرة للحركة الإسلامية في خطها السياسي للوصول إلى أهدافها في إقامة حكم الله في الأرض.
ونعتقد أن هذا المنهج الحركي هو رباني التوجيه، فالله تعالى يسدد نبيه في خطواته كلها. وليس هو وليد رد الفعل من الظروف الطارئة التي تواجهه.
وبعد هذه التوطئة البسيطة يمكننا أن نتصور المراحل المتتابعة لهذا المنهج، وسمات كل مرحلة على حدة دون أن نخوض في تفاصيل أحداث السيرة النبوية إلا بمقدار ما تقتضيه الضرورة في إيضاح هذه المراحل وسماتها.
أما المراحل التي نتصورها لهذا المنهج، فيمكن أن تحدد في خمس مراحل