ويتعرض للحديث عما تشير إليه من أمور في العقيدة أو الفقه أو التشريع أو المعاملات السياسية أو الاقتصاد أو التاريخ أو الفلسفة أو التربية أو الاجتماع أو غير ذلك، ويقف طويلا على إيحاءات الحركية، ويسجل للعاملين للإسلام موحياتها ويرسم لهم على ضوئها معالم الطريق ...
وقد كان سيد قطب يتمنى أن يعيد كتابة باقي الأجزاء من الثالث عشر إلى السابع والعشرين على هذا المنهج الجديد، ويترك الأجزاء الثلاثة الأخيرة لأنها كتبت على ضوء هذا المنهج. ولكن الطغاة عجلوا بالقضاء عليه قبل أن يحقق هذه الأمنية ..) الشهيد الحي سيد قطب 242 - 243.
إذن هناك شيء اسمه المنهج الحركي للقرآن. كتب سيد ظلاله على ضوئه. وأنا أحاول في هذه الصفحات - على قلة بضاعتي - أن أتناول - المنهج الحركي للسيرة - الذي يحدد معالم الطريق وسماته. بحيث تأخذ الجزئيات في السيرة مكانها الطبيعي من خلال المرحلة. ولا تضيع معالم المرحلة في متاهة الجزئيات المبعثرة. كالذي يضيع في المدينة الضخمة دون أن يطلع على مخططها.
وما أحوجنا إلى الحديث عن المناهج، نحدد بها معالم السير. وما أفقر مكتبتنا الإسلامية إليها على كثرة ووفرة الكتب الإسلامية اليوم التي تغزو المكتبات كل يوم.
لدينا تلك المحاضرة لسيد رحمه الله: في التاريخ فكرة ومنهاج و - معالم في الطريق - ولدينا لأخي الشهيد، لمحمد قطب، المفكر الإسلامي العظيم: منهج التربية الإسلامية، ومنهج الفن الإسلامي. وكتابه المخطوط - الذي نرجو الله تعالى أن يرى النور - منهج للتاريخ الإسلامي. وكتب أخرى يصعب عرضها في هذه العجالة. لكنها بالتأكيد لا تتجاوز أصابع اليدين. هي كل ما نملكه في هذه المجالات. التي تنطلق كلها من النظرة الكلية الشاملة.
لتعيد بعد ذلك كل الأجزاء إلى مكانها الطبيعي في تخطيط هندسي بديع. وأخيرا ما أحوجنا إلى - المنهج الحركي للسنة النبوية.
هذا النتاج الضخم من الحديث الذي يمثل أعظم ما قاله البشر في