وقوله: {لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا} أو غير ذلك مما دعاه ولم يحكه عنه.

وإن أيوب صلى الله عليه وسلم لما أبح عليه البلاء دعاه فقال: {إني مسني الشيطان بنصب وعذاب} {إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} فاستجاب له ربه، فكشف الضر عنه وأتاه أهله ومثلهم معهم.

وإن ذا النون نادى في الظلمات: {أن لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين} فاستجاب له ونجاه من الغم.

وإن زكريا صلى الله عليه وسلم دعاه لما تمنى أن يكون له ابن يرثه فقال: {رب لا تذرني فردا} {فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب، واجعله ربي رضيا} فاستجاب له بيحيى.

ثم إن عز وجل أبان أنه جعل إجابة دعوات المذكورين صلوات الله عليهم أجمعين ثوابا لها بأعمالهم الصالحة، فقال: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين} متذللين بالطاعة خائفين حذرين، فجعلنا إجابتهم إذا دعونا ثوابا لهم بطاعتهم، إذ أمرنا وتعجيل ما سألونا جزاء لمسارعتهم إلا ما كلفنا. وفي ذلك تحريك على الطاعة وزجر عن المعصية وحث على البدار إلى فعل المأمور، ومجانبة التفريط والتقصير. والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015