فصل
وقد سمى الله عز وجل الصور بإسمين: أحدهما الصور والآخر الناقور، وذلك قوله تعالى: {فإذا نقر في الناقور، فذلك يومئذ يوم عسير، على الكافرين ليس يسير}. وقول المفسرين أنه الصور. والظاهر أن الصور وإن كان هو الذي ينفخ فيه النفخات جميعا، فإن الإصعاق يخالف صحية الإحياء.
وجا في الأخبار: إن في الصور ثقبا يعد الأرواح كلها، وإنها تجمع فيه النفخة الثانية، فيخرج عند النفخ كل روح من إحدى الثقب نحو الجد الذي نزع منه وحتى يرجع إليه، فيعود الجسد حيا بإذن الله تعالى، فيحتمل أن يكون الصور يجمع الآيتين، ينقر في أحدهما، وينفخ في الأخرى، فإذا فيه للأصعاق جمع بين النقر والنفخ لتكون الصيحة أهل وأعظم. وإذا نفخ فيه للأحياء لم ينقر فيه، واقتصر على النفخ، لأن المراد إرسال الأرواح في ثقب الصور إلى أجسادها لا ينفرها من أجسادها. والنفخة الأولى للتنفير، وهي نظير صوت الرعد الذي قد يقوى فيموت وبالله التوفيق.
فصل
فإذا مات الأحياء كلهم تركوا أربعين سنة، ثم نفخ في الصور نفخة الأحياء واتفقت الروايات على أن بين النفختين أربعين، وقال العلماء: هي أربعون سنة، وذلك- والله أعلم- بعد أن يجمع الله تعالى ما يفرق من أجساد الناس من بطون السباع وحيوانات الماء وبطن الأرض، وما أصاب النيران منها بالحرق، والمياه، وما ابلته الشمس وذرته الرياح.
فإذا جمعها وأكمل كل بدن منها ولم يبق إلا الأرواح، جمع الأرواح في الصور، وأمر إسرافيل صلوات الله عليه. فإن سلها بنفخة من نفث الصور، فرجع كل روح إلى جسده بإذن الله تعالى.
وجاء في بعض الأخبار: ما يبين إن كل شيء أكله طائر أو سبع حشر من جوفه أو هو ما رواه الزهري عن أنس رضي الله عنه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمزة يوم أحد، وقد جدع