ينكر أن يتمكن من قتله أحد، وهو محصن بسيفه ورمحه.
وكما تراه في قول تعالى في سجرة الزقوم: "طلعها كأنها رءوس الشياطين" -فأنياب الأغوال، ورءوس الشياطين لم توجد بعد لاهي ولا مادتها، فلم تدرك بالحواس، وإنما هي من اختراعات الوهم وافتراضاته ولكنها- على فرض وجودها- لا تدرك بغير الحس الظاهر.
فالمراد بالعقلي حينئذ: ما لا يدرك هو، ولا مادته بإحدى الحواس الظاهرة ليشمل التشبيه الوهمي المذكور -كما يدخل فيه أيضا ما يدرك بالوجدان، أبي بالقوة الباطنة كاللذة، والألم، والفرح، والغضبن والجوع، والعطش، والشبعن والرين وغير ذلك من الحالات الباطنة التي لا يدركها الحس الظاهر، ولا العقل الصرف، وإنما تدرك بإحساس باطني، وتكييف نفسي، كالحالة الخاصة التي يحسها الجائع، أو الظامئ أو التي يحسها من شبع بعد سغب، أو روى بعد ظما -مثال ذلك: أن يشبه الجائع ما يحسه من ألم الجوع بالموت، أو أن يشبه الظامئ ما يشعر به من وهج العطش بالنار.
التقسيم الثاني:
ينقسم التشبيه باعتبار تعدد الطرفين، أو تعدد أحدهما إلى أربعة أقسام:
1 ملفوف 2 مفروق 3 تسوية 4 جمع
فالملفوف: هو أن يتعدد طرفاه، ويجمع كل طرف مع مثله: بأن يؤتى بالمشبهات أولا، ثم بالمشبهات بها ثانيا أو العكس، بأن يؤتى بالمشبهات بها أولا، ثم بالمشبهات بعد ذلك.
فمثال الأول قول امرئ القيس1 يصف عقابا بكثرة اصطياد الطيور: