الاستغراق, مع هذا يحتمل معنيين: أن يكون المعنى: جنس الدواب، وجنس الطيور، فيكون الاستغراق حقيقيا، يتناول كل دابة من دواب الأرضين، وكل طائر من طيور الآفاق, وأن يكون المعنى: طائفة من الدواب، وطائفة من الطيور، فيكون الاستغراق، عرفيا يتناول من الأفراد ما هو متعارف, فلإفادة الاستغراق الحقيقي، وأن المراد عامة الدواب، وعامة الطيور ذكر لكل منهما وصفا نسبته إلى جميع الدواب، وجميع الطيور على السواء لينبه على أن المراد دواب أي أرض من الأرضين وطيور أي جو من الأجواء, إذ الكينونة في الأرض لا يختص بها دابة دون أخرى, كما أن الطيران بالجناح لا ينفرد به طائر دون طائر, فالوصفان المذكوران إذًا لزيادة التعميم والشمول.