زليخاء امرأة العزيز لا غير, لهذا كان هذا الوجه هو الأولى بالاعتبار، والأحق بالتقدير1, ومثل الآية المذكورة قول أبي العلاء المعري:
أعباد المسيح يخاف صحبي ... ونحن عبيد من خلق المسيحا؟
فقوله: "عبيد من خلق المسيح" أدل على تقرير غرضه وهو نفي خوف أصحابه من قوله: عبيد الله.
غير أنه ينبغي أن يعلم الذي أفاد زيادة التقرير إنما هو الوصول من حيث اشتماله على الصلة، فالصلة هي مبعث هذه الفائدة, وكذلك يقال فيما يأتي بعد من النكات.
4- قصد التفخيم والتهويل في المسند إليه كما في قوله: {فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ} يريد غشيهم ماء غزير لا يقدر كنهه, لهذا عبر عن المسند إليه "بما" الموصولية إذ إن في هذا الإبهام من التفخيم ما لا يفي به التصريح فيما لو قال: فغشيهم من اليم ثلاثون قامة مثلا ففي الموصول إذًا إشارة إلى أن تفصيل المسند إليه، وبيانه مما لا تفي به عبارة, ولا يحيط به علم2 ومثله قول الشاعر يصف الخمر:
مضى بها ما مضى من عقل شاربها ... وفي الزجاجة باق يطلب الباقي3
يريد تفخيم ما ذهب من عقول المعاقرين لها.
5- تنبيه المخاطب على خطأ وقع منه، أو من غيره: مثال الأول قول عبدة بن الطيب من قصيدة يعظ بها بنيه: