تنبيه:
قد يكون الموصوف بالكناية غير مذكور في الكلام, وذلك إذا كان المطلوب بالكناية صفة، أو نسبة صفة إلى موصوف.
فمثال المطلوب بها صفة قولهم: "كثر الرماد في هذه الساحة", فإن كثرة الرماد كناية عن صفة المضيافية، وإيقاع الكثرة في الساحة كناية عن ثبوت هذه الصفة لصاحب الساحة، وهو لم يذكر في الكلام.
ومثال المطلوب بها نسبة: قوله -صلى الله عليه وسلم- في شأن من يؤذي المسلمين: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" فهو كناية عن نسبة هي نفي1 صفة الإسلام عن المؤذي، وهو غير مذكور في الكلام. ووجه الكناية فيه أن مدلول الجملة في الحديث الشريف حصر الإسلام فيمن لا يؤذي المسلمين، ولا ينحصر فيه إلا بانتفائه عن المؤذي، فقد أطلق الملزوم، وهو حصر الإسلام فيمن لا يؤذي, وأريد اللازم، وهو انتفاء الإسلام عن المؤذي.
أما الكناية المطلوبة بها موصوف, فلا يتصور إلا كونه غير مذكور؛ لأنه هو المطلوب بالكناية, وإلا فكيف يطلب حصول ما هو حاصل؟