...
البلاغة:
هي في "اللغة" تنبئ عن الوصول والانتهاء؛ لكونها وصولا خاصا, وهو أن يبلغ الرجل بعبارته كنه مراده أي: غايته. يقال: بلغ1 الرجل بلاغة, إذا أصاب من نفس مخاطبه حاجته، وبلغ منه ما أراد.
وهي "في الاصطلاح" تختلف باختلاف موصوفها، وهو أحد اثنين: الكلام، والمتكلم. يقال: هذا كلام بليغ، وهذا متكلم بليغ, ولا توصف بها الكلمة، فلا يقال: هذه كلمة بليغة؛ لعدم ورود السماع بذلك2.
أما المركب الناقص, فعلى رأي من يدخله في الكلمة لا يوصف بالبلاغة أيضًا، وعلى رأي من يدخله في الكلام يوصف بها. غير أن وصفه بالبلاغة على هذا الرأي محل نظر؛ لأن بلاغة الكلام -على ما سيأتي- مطابقته لمقتضى الحال، ولا يكون الكلام مطابقا حتى يكون تاما مفيدا.