محكوم عليه بالتأخر لمفعوليته، لا لنكتة بلاغية, وسيتضح لك ذلك فيما بعد، فالمثال المذكور إذًا غير فصيح لضعف تأليفه1. ومثله قول الشاعر:
جزى بنوه أبا الغيلان عن كبر ... وحسن فعل كما جوزي سنمار2
يدعو الشاعر على أبي الغيلان أن يجازيه أولاده -مع كبر سنه، وحسن صنيعه معهم- شر جزاء كما وقع لسنمار. والشاهد فيه قوله في المصراع الأول: جزى بنوه أبا الغيلان, حيث أضمر قبل ذكر المرجع لفظا, ومعنى، وحكما كالمثال الذي قبله, فهو إذًا غير فصيح لضعف تأليفه.
تنبيه:
مما تقدم يفهم أن المرجع إذا تقدم على الضمير، أو معنى, أو حكما كان الكلام سليما معافى من الضعف المذكور.
فالتقدم اللفظي: أن يتقدم المرجع على الضمير لفظا, أي: أن ينطق به أولا، وبالضمير ثانيا كما في قوله تعالى: {وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} ، وكما في قولك: "أكرم محمدا