أيام أبدت واضحا مفلجا ... أغر براقا وطرفا أدعجا
ومقلة وحاجبا مزججا ... وفاحما ومرسنا "مسرجا"1
يصف الشاعر من محبوبته عدة أشياء, منها الأنف في قوله: "ومرسنا مسرجا" فقد أراد بالمرسن أنفها، وهو في "الأصل" أنف البعير, إذ هو موضع الرسن2 منه، ثم أريد به مطلق أنف مجازا مرسلا -كما سيأتي بيانه في موضعه- فقوله: "مسرجا" غير فصيح؛ لأنه غريب، غير ظاهر الدلالة لعدم استعماله بالمعنى الذي أريد منه، وهو خلل واقع في المعنى.
بيان ذلك: أن "مسرجا" في كلام الشاعر اسم مفعول مشتق، وكل مشتق لا بد له من أصل يرجع إليه في الاشتقاق, غير أنه فتش في معاجم اللغة، فلم يعثر على مصدر لهذا المشتق، وإنما وجد من هذه المادة "سريجي وسراج"، وحمل هذه الكلمة على الخطأ لا يجوز لوقوعها من عربي عارف باللغة، فاحتِيج إلى تخريجها على وجه تسلم به من الخطأ، وإن كان بعيدا، وهذا هو وجه التخريج، والدافع إليه.
ولما لم يعلم ما أراده الشاعر بقوله: "مسرجا" اختلف في تخريجه.
فقيل: هو من قولهم: سيوف سريجية3، أي: منسوب إليها من