والمكتنف: ما كان فيه الزيادة في وسط اللفظ نحو قولهم: جدي جهدي، بفتح الجيم فيهما وزيادة الهاء وسطا في الثاني.
والمذيل: ما كان فيه الزيادة في آخر اللفظ كقول أبي تمام:
يمدون من أيد عواص عواصم ... تصول بأسياف قواض قواضب1
فقد زيد ميم في "عواصم" وباء في "قواضب" وكلتا الزيادتين في الآخر، وكقول الخنساء في رثاء أخيها صخر:
إن البكاء هو الشفا ... ء من الجوى بين الجوانح
فبين الجوى والجوانح جناس مذيل؛ لأن الثاني زاد عن الأول بحرفين في آخره.
الاختلاف في الهيئة: إذا اختلف اللفظان في هيئة الحروف, كان الجناس على نوعين: محرف، ومصحف.
فالمحرف2: ما اختلف فيه اللفظان في الحركات والسكنات, نحو قولهم: جبة البرد جنة البرد، فبين البرد والبرد جناس محرف؛ لاختلافهما في الهيئة, إذ إن الأول بضم الباء وهو ضرب من الثياب، والثاني بفتحها وهو ضد الحر, وكقولهم: الجاهل إما مفرط أو مفرط؛ فالأول اسم فاعل من الإفراط وهو تجاوز الحد، والثاني اسم فاعل من التفريط وهو التقصير.
والمصحف3: ما اختلف فيه اللفظان نقطًا بحيث لو زال إعجام أحدهما, أو كليهما لم يتميز أحدهما عن الآخر, كقول أبي نواس:
من بحر شعرك أغترف ... ويفيض علمك أعترف
فبين "أغترف وأعترف" جناس مصحف, إذ ليس بينهما خلاف إلا بالنقط بحيث لو تجرد كلاهما عنه، لم يتميز أحدهما عن الآخر.