فكل من الإتيان بالضمير متصلًا بعد "إلا" والإضمار قبل الذكر غير جائز عند جمهور النحاة؛ لهذا كان المصراع الثاني من البيتين الأول، والثاني غير فصيح؛ لضعف التأليف فيه.
أما نحو: هزم خالد عدوه, ورفع قبيلته عنترة، ونحو: نعم فارسًا علي1 وربه رجلًا2، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} 3 فكل ذلك فصيح؛ لأنه جاز على قانون النحو المشهور لتقدم المرجع لفظًا في الأول، ومعنى في الثاني؛ لأنه فاعل ومرتبته التقدم على المفعول، ولتقدمه حكمًا في الأمثلة الباقية؛ لأن وضع الضمير على أن يعود على متقدم، وإنما أخر فيها لنكتة بلاغية كما سيأتي في محله.
التعقيد:
هو أن يكون الكلام غير ظاهر الدلالة على المعنى المراد؛ لخلل واقع فيه4، وهو نوعان: لفظي ومعنوي.
التعقيد اللفظي:
أن يكون الكلام غير ظاهر الدلالة على المعنى المراد؛ لخلل واقع في نظمه وتركيبه, بحيث لا يكون ترتيب الألفاظ على وفق ترتيب المعاني بسبب تقديم، أو تأخير، أو فصل، أو حذف، أو نحو ذلك مما ينشأ عنه صعوبة فهم المعنى المراد، وهو على ضربين: شديد وخفيف.
فالشديد, كقول الفرزدق5 يمدح إبراهيم المخزومي خال هشام بن عبد الملك:
وما مثله في الناس إلا مملكًا ... أبو أمه حي أبوه يقاربه
يريد: وما مثل هذا الممدوح في الناس حي يقاربه في الفضائل إلا مملكًا، أبو أم ذلك المملك أبو الممدوح، أي: لا يحاكيه أحد إلا ابن اخته.