وقال أبو تمام:

نعم متاع الدنيا حباك به ... أروع لا جيدر ولا جبس1

فصاحة الكلام 2:

هي أن يبرأ من العيوب الثلاثة الآتية: 1- تنافر الكلمات.

2- ضعف التأليف.

3- التعقيد بنوعيه.

غير أن سلامة الكلام من هذه العيوب مشروطة بسلامة أجزائه من العيوب السابقة. وإليك بيان العيوب الثلاثة على الترتيب:

تنافر الكلمات: هو وصف في الكلمات مجتمعة، يوجب ثقلها على اللسان, وعسر النطق بها، وإن كان كل كلمة منها على حدة لا ثقل فيها.

والتنافر فيها نوعان كذلك: تنافر شديد، وتنافر خفيف.

فالشديد البالغ الغاية, كقول الشاعر:

وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر3

"قفر" بالرفع نعت "لمكان" على القطع للضرورة، وقيل: هو نعت "لقبر" ومعنى كونه قفرًا -على هذا القول- قيامه وحده في هذا المكان. والشاهد فيه المصراع الثاني، فإن كلماته متعادية، ينفر بعضها من بعض أشد النفور حتى لا يكاد اللسان ينطق بها مجتمعة. ومثله قول الشاعر:

"في رفع عرش الشرع مثلك يشرع"

فإن اللسان ليتعثر عند النطق به أيما تعثر.

والخفيف كقول أبي تمام يعتذر لممدوحه، ويتبرأ مما نسب إليه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015