لي الشطر الذي ملكت يميني ... ودونك فاعتجر منه بشطر1

يقول: ينازعني عبد عمرو سيفي الذي أقي به نفسي وعرضي، ثم التفت قائلا: تمهل فسأقسم بيني وبينك، فأحتفظ لنفسي بقائمه الذي بيدي، وأعطيك أنت صدره، فهو يهدده بالقتل, والشاهد فيه: أنه استعار الرداء للسيف, تشبيه السيف به، في أن كلا وقاية حفظ. فالرداء يحفظ السوأة، والسيف يحفظ الحمى، ثم وصف الرداء الذي هو المستعار منه بما يلائمه من الاعتبار، إذ هو لف الرأس بنحو ثوب ترشيحا للاستعارة -والقرينة حالية كذلك.

ومثال الترشيح بالتفريع قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ} 2, استعير الاشتراء للاختيار والإيثار، ثم فرع عليه ما يلائم المستعار منه، وهو "نفي الربح في التجارة" ترشيحا للاستعارة, وقرينتها ثبوت الاشتراء بمعناه الحقيقي.

ويسمى هذا القسم "استعارة مرشحة" لأن الترشيح معناه: التقوية، وذكر ملائم المشبه به يبعدها عن الحقيقة، ويقوي فيها دعوى الاتحاد التي هي مبنى الاستعارة.

والمجردة: ما قرنت بما يلائم المستعار له، وهو المشبه, سواء كان الملائم صفة نحوية، أو معنوية، أو تفريعا.

فمثال التجريد بالصفة النحوية، قول أبي عبادة البحتري:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015