وكان نبيه بن الحجاج من فرسان قريش وكان مقلا، وكانت عنده امرأتان من قريش، إحداهما أم عمرو بنت أسيد [1] بن أبي العيص بن أمية والأخرى بنت مالك بن عميلة [2] بن السبّاق بن عبد الدار بن قصي، وكان إنما يطعمهما [3] ما يكتسب يوما بيوم بسوق مكة، فاجتمعتا على أن تسألاه الطلاق، فلما رجع إليهما قالتا له: إنا والله قد صبرنا لك حتى طال الأمر بنا واشتدت المعيشة عليك! فنسألك أن تفارقنا، فقال في ذلك: (الخفيف)
تلك عرساي تنطقان بهجر [4] ... وتقولان قول زور وهتر [5]
تسألان [6] الطلاق أن رأتاني ... قل مالي قد [7] جئتماني بنكر
فعسى [8] أن يكثر المال عندي ... ويخلّى [9] من المغارم ظهري
ونجرّ [10] الذيول في نعمة زول [11] ... وتقولان ضع عصاك لدهر
وترى أعبد لنا وأواق [12] ... ومناصيف [13] من ولائد [14] عشر