لنخرجنكم من مكة، ارتحلوا! فقامت بنو زهرة ترتحل ليلا فسمع الصوت قيس بن عدي السهمي وهو برأس الجبل في ليلة حارة شديدة الحر ومعه نفر من قومه وبنو زهرة أخواله وأم عدي بن سعد بن سهم بن قيس بن عدي تماضر [1] بنت زهرة، فلما سمع قيس بن عدي الرحيل والصوت قال: ما هذا؟
قيل: زهرة أخرجتها بنو عبد مناف، فقام فصاح: أصبح ليل! ألا إن الظاعن مقيم! وعرفت بنو زهرة صوته فنزلوا، فغدا ومعه ابنا هصيص [2] سهم وجمح، فلما رأت ذلك بنو عبد مناف قالوا: والله لا يدخل بيننا وبين إخوتنا أحد! فتركوهم ولم يحركوا منهم أحدا، فقال وهب بن عبد مناف بن زهرة:
(البسيط) .
مهلا أميّ [3] فإن البغي مهلكة ... لا تجشمنّك [4] يوم شره نكر [5]
تبدو [6] كواكبه والشمس طالعة ... يصب في الكأس منه [7] الصاب والمقر
لا تحسبنا كأقوام عبثت بهم ... لن يأنفوا الذل حتى تؤنف الخمر
أنا ابن عبد مناف غير كاتمة ... والفحل للفحل موسوم به أثر
أنا ابن عبد مناف غير متهم ... ثم ابن زهرة لم يوجد له خطر
وعمي [8] الحارث الموفي بذمته ... لا بني علاج [9] غداة استنفرت فهر [10]