الصلح على أن تعطى بنو عبد مناف السقاية وبنو أسد الرفادة وتركت الحجابة والندوة واللواء لبني عبد الدار، وقد كان المطيبون انطلقوا إلى كاهنة بمكة فقصوا عليها قصتهم وقصة أصحابهم، فقالت: صنعتم صنع النساء بغمسكم أيديكم في الطيب وصنعوا صنع الرجال بغمسهم أيديهم في الدم، قال أبو المنذر [1] : فجرى بين القوم الشر حتى كادوا يقتتلون، فصارت الحجابة واللواء لبني عثمان بن عبد الدار وليها يومئذ منهم أبو طلحة بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار وصارت الندوة إلى عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، فلما كان زمن معاوية باع [2] دار الندوة [2] عكرمة بن عامر بن هاشم من معاوية بمائة ألف درهم فهي اليوم للامارة [3] ، وإنما سميت الندوة لأن قريشا كانوا ينتدون فيها/ الخير والشر ويتيمنون [4] بها لأنها دار قصي، وقال ابن قيس [5] الرقيات: (الخفيف) [6]

إنها بين عامر بن لؤي ... حين تدعى وبين عبد مناف

ولها في المطيبين جدود [7] ... ثم نالت ذوائب [8] الأحلاف

وذكروا أن أكثم [9] بن صيفي قال: دخلت البطحاء بطحاء مكة، فإذا أنا ببني عبد المطلب يخترقونها كأنهم أبرجة الفضة، وكأن عمائمهم نوق الرجال ألوية، يلحفون الأرض بالحبرات [10] ، فقال أكثم: يا بني تميم! إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015