على ابنته أمية بن عمرو بن سعيد وعنده يومئذ سعدى [1] بنت أبي الجهم فقال أبو الجهم: إنكم يا بني أمية تظنون أن دمي في بني مرة [2] لا [3] والله ما دمي هنالك، ولا أجد لي ولكم مثلا إلا ما قال القائل [4] : (الطويل)
ونحن لأفراس أبوهن واحد ... عتاق جياد ليس فيهن مجمر [5]
وما لكم فضل علينا نعده [6] ... سوى أنكم قلتم لنا نحن أكثر
ولستم بأثرى في العديد لأننا ... صغار وقد يربو الصغير فيكبر
قال: فلما خرجت بنو أمية في خرجتهم الآخرة إلى الشام جمع حميد بن أبي الجهم رجالا من قريش وغيرهم فأدخلهم دار أبيه أبي الجهم بن حذيفة وقال تصيبون ثأركم من بني أمية يريد بدماء من قتل مسلم بن عقبة يوم الحرة منهم فجمعهم حتى كانوا [7] قريبا من مائة رجل، منهم عبيد الله بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وعبد الله بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وسلمة بن عمر بن أبي سلمة ومحمد بن معقل بن سنان الأشجعي وعمر بن شويفع بن عثمان بن حكيم السلمي حليف بني عبد شمس ويحيى بن عبد الرحمن بن سعد في رجال كثير فأدخلهم الدار عشاء عليهم الحديد، فأقبل أبو الجهم من صلاة العشاء وهو يومئذ ابن مائة سنة ونيف، فقال: أصبح غدا أكرم قريش واستسمن ولا تقتلن [8] بأخيك إلا رجلا سمينا، ثم دخل البيت وصبر ساعة لا يسمع الهائعة [9] فخرج خرجة فنادى: حميد- أي حميد!