زيد بن عمر بن الخطاب ليحجز وينهى بعضهم عن بعض فخالطهم فضربه رجل منهم في الظلمة وهولا يعرفه ضربة على رأسه شجته [1] ، فصرع [2] وتنادى القوم زيدا زيدا، فتفرقوا وسقط في أيديهم، وأقبل عبد الله بن مطيع فلما رآه صريعا نزل ثم أكب عليه فناداه: يا زيد! بأبي أنت وأمي- مرتين أو ثلاثا، ثم أجابه فكب ابن مطيع ثم حمله عل بغلته حتى أداه إلى منزله فدووي زيد من شجته تلك حتى أفاق [3] وقيل قد برئ [4] ، وكان يسأل من ضربه فلا يسمونه [5] ، قال الحزامي: وسمعت أن خالد بن أسلم مولى عمر [6] بن الخطاب رضي الله عنه أصابه برمية وهو لا يعرفه، وهو أثبت من الأول، فقال في ذلك عبد الله بن عامر بن ربيعة [7] العنزي حليف آل الخطاب: (الرجز)
إن عديا ليلة البقيع ... تفرقوا [8] عن رجل صريع
مقابل [9] في الحسب الرفيع ... أدركه شؤم بني مطيع
وقال عاصم بن عمر لأخيه زيد يذكر ما كانوا فيه: (الطويل)
مضى عجب من أمر [ما-] [10] كان بيننا ... وما نحن فيه بعد من ذاك [11] أعجب
تعدى [12] جناة الشر [من-] [10] بعد إلفه ... رجونا وفينا فرقة وتحزّب