بقريش فلم يغثه أحد، فقيل للزبيدي: ائت [1] الأحلاف، فأتاهم وكلمهم فلم يعينوه وقالوا: إن أغثناه وقع بيننا وبين إخوتنا شر، فتركوه [2] فأقام أياما ثم قدم حنظلة بن الشرقي [3] أحد بلقين [4] بن جسر [5] فجاور [6] بمكة عبد الله بن جدعان التيمي ومعه إبل له، فشد عليه بعض بطون قريش فانتحر منها، فبلغ ذلك حنظلة فأتاهم [7] بثلاثة جزائر وقال لهم: انتحروها إلى التي انتحرتم فأنتم أهله، فاستحيوا ثم عادوا فأخذوا [8] سائر إبله فذهبوا بها فأنشأ يقول: (الطويل)
ألا حنت المرقال [9] واشتاق [10] ربها ... تذكر أرماما [11] واذكر معشري
وباتت وبات الهم تحت جرانها [12] ... ضمورا بأن الوحش لو لم تجزر
ولو علمت صرف البيوع لسرها [13] ... بمكة أن تبتاع [14] حمضا [15] بإذخر [16]