أدام [1] فولدت له أبا همهمة [2] فلما نبت [3] قال لأبيه: ما مقامنا بأرض ليس فيها بنو عبد مناف؟ فقال: وما رغبتك [4] إلى أخوالك [4] وهم ساكنو [5] الحرم؟ قال: فأما سرت إليهم إما لحقت بهم، قال: فالحق جذ الله نسلك! فلحق أبو همهمة [6] بأخواله فحالف فيهم ونكح ابنة [7] أبي عمرو بن عبد مناف وهي بنت خاله، وقدم بنو الحارث بن فهر فحالفوا معه، فثبت حلف بني الحارث بن فهر إلى يوم الناس هذا وانقرض أبو همهمة ولا ولد له [8]
قال: خرجت الأوس جالية من الخزرج حتى نزلت على قريش بمكة فحالفتها فلما حالفتها قال الوليد بن المغيرة: والله! ما نزل قوم قط على قوم إلا أخذوا شرفهم وورثوا ديارهم فاقطعوا حلف الأوس، فقالوا: بأي شيء؟
قالوا: إن في القوم حشمة، فقولوا: إنا قد نسينا شيئا لم نذكره لكم، إنا قوم إذا طاف النساء بالبيت فرأى الرجل امرأة تعجبه قبلها ولمسها بيده، فلما قالوا ذلك للأوس نفروا وقالوا: اقطعوا الحلف بيننا وبينكم، فقطعوه، ثم انقطع هذا الحلف بين قريش والأوس إلا ما كان بين عتبة بن أبي وقاص الزهري وبين عتبة بن المنذر بن أحيحة [9] بن الجلاح [10] فإنه ثبت ذلك الحلف، فاتخذ