البيت وقال [1] : لقد رضيت أن يكون هذا الشباب والجمال عند شيخ كبير، فلو سألته الفرقة لتزوجتك، وكان هشام رجلا/ جميلا مكثرا، قال: فرجعت إلى ابن جدعان فقالت: إني امرأة شابة وأنت شيخ كبير، فقال لها: ما بدا لك في هذا؟ أما! إني قد أخبرت أن هشاما كلمك وأنت تطوفين بالبيت وإني أعطي الله عهدا ألا أفارقك حتى تحلفي ألا تزوجي هشاما، فيوم تفعلين ذلك فعليك أن تطوفي بالبيت عريانة وأن تنحري كذا وكذا [2] بدنة وأن تغزلي [3] وبرا بين الأخشبين [4] من مكة وأنت من الحمس [5] ولا يحل لك أن تغزلي الوبر، قال الهيثم: والحمس [6] قريش وكنانة وخزاعة ومن ولدت قريش من أفناء العرب، فأرسلت إلى هشام تخبره بالذي أخذ عليها، فأرسل إليها: أما ما ذكرت من طوافك بالبيت عريانة فاني أسال قريشا أن يخلوا لك المسجد فتطوفي قبل الفجر بسدفة [7] من الليل فلا يراك أحد، وأما الإبل التي تنحرينها [8] فلك الله أن أنحرها عنك، وأما ما ذكرت من غزل الوبر فإنه دين [9] وضعه نفر من قريش ليس دينا جاءت به نبوة، فقالت لعبد الله بن جدعان: نعم لك أن أصنع [10] ما قلت وأخذت [11] على إن تزوجت هشاما، فطلقها فتزوجت هشاما، فكلم هشام قريشا، وسألهم أن يخلوا [12] لها المسجد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015