وقتبا [1] في البر فأدوا الصدقة فإن كان ما تريدون رددت عليكم ما أديتم من مالي وإلا لم تكونوا قد شنتم [2] الإسلام وهجنتموه، فقبلوا [3] قوله، فأكمل الله الإسلام وخلف فيهم نبيه صلى الله عليه، وكان ذلك تأويل قول رسول الله صلى الله عليه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم بدر حين أخذ سهيل بن عمرو أسيرا وكان خطيب أهل مكة في استنفارهم إلى أبي سفيان إلى العير [4] فقال عمر: دعني يا رسول الله! أنزع ثنيتيه فلا يقوم عليك خطيبا أبدا، فقال رسول الله صلى الله عليه: دعه، فلعله يقوم مقاما يسرك الله به، فكان هذا مقامه، وكان سهيل بن عمرو أعلم، والأعلم المشقوق الشفة.

حديث النبي صلى الله عليه وأبي لهب

قال الكلبي: لما أنزل الله عز وجل وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ 26: 214 [5] خرج حتى قام على المروة فقال: يال فهر! فجاءته قريش فقال أبو لهب: هذه فهر عندك، فقال: يال غالب! / فرجع بنو محارب وبنو الحارث، ثم قال: يال لؤي بن غالب! فرجع بنو تيم الأدرم بن غالب، فقال يال كعب بن لؤي! فرجع بنو عامر بن لؤي، فقال: يال مرة بن كعب! فرجع بنو عدي وبنو سهم وبنو جمح، فقال: يال كلاب! فرجع بنو مخزوم وبنو تيم، فقال: يال قصي! فرجع بنو زهرة، فقال: يال عبد مناف! فرجع بنو عبد الدار وبنو أسد بن عبد العزى، فقال أبو لهب: هذه بنو عبد مناف عندك، فقال: إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين وأنتم الأقربون من قريش وأني لا أملك من الله حظا ولا من الآخرة نصيبا إلا أن تقولوا لا إله إلا الله، فأشهد بها لكم عند ربكم وتدين لكم بها العرب، فقال أبو لهب: تبا لك! ألهذا [6]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015