منه غير بعيد قال لي: اجعل طريقي على النسوة فان لي حاجة إن خف ذلك عليك، فأقبلت به نحوهن، فلما أن كان منهن بالمكان الذي يسمعن كلامه قال: أسلمى حبيش على نفد العيش، قالت: وأنت فأسلم شعيث سقاك ربي الغيث، فقال الفتى [1] : (الطويل)
رأيتك في الأيام كنت لقيتكم ... بحلية أو أيامنا بالخوانق
ألم يك حقا أن ينول [2] عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق [3]
فلا ذنب لي قد قلت قبل فراقكم ... أثيبي بنيل قبل إحدى الصوافق
أثيبي بنيل قبل أن تشحط النوى ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق
فإني ما ضيعت سر [4] أمانة ... ولا راق [5] عيني عنك بعدك رائق [6]
سوى ما نثت [7] قول العشيرة بينها ... على الظن منها ذاك [8] بعد التوامق [9]
فأجابته وقالت: وأنت فحييت [10] عشرا وتسعا وترا وثمانيا تترى، ثم انصرف فضربت عنقه، فلما رأته حبيش [11] أقبلت فأكبت عليه ولم تزل تشهق حتى ماتت، وقد كان القوم تأهبوا لحرب خالد بن الوليد فصاح بهم خالد أن ضعوا السلاح، فان الناس قد أسلموا فقال رجل منهم يقال له جحدم: يا بني جذيمة! إنه خالد بن الوليد فو الله ما بعد وضع السلاح [إلا-] [12] الإسار