ومال عوف بن عبد [1] عوف فانطلقوا به، وكان عبد الرحمن فيما يذكرون قد أصاب خالد بن هشام الجذمي قاتل أبيه، وأفلت الوليد فانتهبوا ماله وأسروا [2] نفرا من قريش من بني المغيرة ونفرا من قريش فيهم مالك ابن عميلة [3] بن السباق بن عبد الدار بن قصي، قال البكائي في شأن الفاكه ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ومقتله، قال: فبعث هشام بن المغيرة بفداء أصحابه ففكوا، ولم يفك مالك بن عميلة فيمن فك، فقال في ذلك مالك يعاتب هشاما: (الكامل)

لا تنسين أبا الوليد بلاءنا ... وصنيعنا في سالف الأيام

ولنا من الأموال غير رغائب ... ولنا نصاب المجد والأحلام

إما يكن زمن أحال بأهله ... إذ [4] كان حين نبا فغير لئام [5]

وأما عبد الرحمن بن عوف فكان فيما يذكرون قد أصاب خالد بن هشام أخا بني جذيمة الذي قتل أباه فقتله، فقال عبد الرحمن بن عوف حين قتله بأبيه أبياتا، ثم إن ضرار بن الخطاب خرج إلى خالد بن عبيد بن جابر وهو أبو قارظ أحد بني الحارث بن عبد مناة وكان حليفا لبني زهرة فقال: خذ لنا عيرنا ودماءنا [6] وما أخذ منا، فقال: أعينكم عليهم ولا أعينهم عليكم، فقال ضرار بن الخطاب في ذلك: (المتقارب)

دعوت إلى خطة [7] خالدا ... من المجد ضيعها خالد

ثم إن قريشا تهيأت لغزو بني جذيمة، فلما بلغهم ذلك قالوا لقريش:

ما كان مصاب أصحابكم عن ملأ منا، وإنما عدا عليهم قوم بجهالة فأصابوهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015