فقام عتبة بن ربيعة في قريش فقال: يا معشر قريش! والله لئن تخاذلتم عن مثل هذا منكم لا تزال العرب تقتطع منكم رجلا فتذهب به، فقامت معه قريش ثم خرج بمن تبعه منهم وخرجت معهم بنو عدي فيهم عمر وزيد ابنا الخطاب غلامان شابان وجمعت لهم الأسد فالتقوا بنخلة فاقتتلوا قتالا شديدا حتى فشت الجراحة في القبيلتين، ثم إن القوم تداعوا إلى الصلح [1] فعقلت الأسد ذلك الرجل وانصرف القوم بعضهم عن بعض
قال: كان عمر بن الخطاب خرج مع عمارة بن الوليد بن المغيرة أجيرا إلى الشام أو إلى اليمن وكان عمارة رجلا بذاخا [2] مطرفا [3] وقبل ذلك خرج برجل من العرب يقال له صباح فعبث به وألقاه بالطريق فلما نزلا منزلا من الطريق في يوم حار قال عمارة لعمر: اصنع لي طعاما، فذبح عمر له شاة فطبخها، ثم ثرد له خبزا وأفرغ عليه المرقة واللحم ثم جاء به فقال له عمارة واعتل عليه ليعبث به وكان عمر رجلا شهما [4] ، وكان عمارة من أخواله، أم عمر حنتمة [5] بنت هاشم بن المغيرة «أتطعمني الشحم الحار في اليوم الحار على الخبز الحار؟ ما أردت إلا قتلي» ، وقام له ليضربه فاخترط [6] عمر السيف، فلما رأى عمارة الجد وأيقن أنه ضاربه بسيفه عدا حتى [7] أعجزه، فقال عمر بن الخطاب: (الرجز)
والله لولا شعبة من الكرم ... وسطة في الحي من خال وعم