ندمت نئيشا [1] أن تكون أطعتني ... على حين لا يجدي عليك التندم
(نئيشا: بعد الفوت، ومنه قوله تعالى: وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ 34: 52)
فجاريت قرما من قروم كريمة ... فقّصرت إذ أعيا عليك التقدم
قال: اجتمع عند الحجر قوم من بني مخزوم وقوم من بني أمية فتذاكروا العز والمنعة، فقال رجل من بني كنانة كان حليفا لبني مخزوم: بنو مخزوم أعزّ وأمنع، وقال رجل من بني زبيد وكان حليفا لبني أمية: بنو أمية أعزّ وأمنع، فجرى بينهما الكلام حتى غضب الوليد بن المغيرة المخزومي وأسيد [2] بن أبي العيص وتفاخرا فجرى بينهما اللجاج فقال الوليد: أنا خير منك أما وأبا وأثبت منك في قريش نسبا، فقال أسيد: أنا خير منك منصبا وأثبت منك في قريش نسبا وأنت رجل من كنانة من بني شجع [3] دخيل [4] في قريش نزيع [5] في بني مخزوم وأنا غرة بني عبد مناف وذؤابة [6] قصي، فتعال أفاخرك، ثم قال أسيد: (الطويل)
لست بشجعيّ ولكن نسبتي ... إلى غرة لا قول من يتنحل
فلو كنت منا لم تعث في فسادنا ... وجاملتنا والحازم المتجمل
وإلا تدع ما بيننا من عداوة ... تكن لكم لوم أغرّ محجّل
قال: فتداعيا إلى المنافرة وكذلك كانت العرب تفعل وقالا: يحكم بيننا سطيح [7] فليس من أحد من واحد من الفريقين فنرضى [8] بما حكم بيننا