وفاعلت" بعدما وجب فيهما1 التصحيح. فلما صحت هذه الأفعال صحت مصادرها؛ فلذلك قالوا: "قاولته قِوَالا" فصحّحوا الواو ولم يقولوا: "قيالا" كما قالوا: "قمت قِياما" فقلبوها ياء لما انقلبت في2 "قام" ولما صحت في "قاومت, وقاولت" صحت في "القِوَام والقِوَال"3, وقال الله تعالى3: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا} 4؛ لأنه مصدر "لاوذت", قالوا في اللغة: "لذت به لياذا".

فأما قول الراجز:

يخلطن بالتأنُّس النِّوَارا

وهو من نار يَنُور: إذا نفر, فيمكن أن يكون اسما لا مصدرا فصح لذلك.

وأما قولهم في القطعة من المسك: "صِوَار, وصِيار" فيمكن أن يكونا لغتين, ويمكن أن يكون قلب الواو ياء للتخفيف والشبه بالمصدر أو الجمع، وهذا القول كأنه أمثل لقولهم في جمعه: "أَصْوِرَة" ولم نسمعهم يقولون: "أصيرة5". قال الأعشى:

إذا تقوم يضوع المسك أصْوِرَة ... والعنبر الورد من أردانها شمل

وكذلك "التقاول, والتبايع" صحتا فيه6؛ لصحتهما في الفعل.

وقد قدمت القول في أن صحة المصدر لصحة الفعل واعتلاله لاعتلاله؛ لا يدل على أن المصدر مشتق من الفعل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015