وقوله: فتجريه مجرى جعفر، يريد أنك تقول: "ضَرْبَبٌ", فتُظهر الباء الأولى ولا تدغمها1, فلا تقول1: "ضَرَبّ" لئلا يزول الغرض, وهذا البناء يجيء على ضربين:
أحدهما: أن تبني بلا تكرير, وذلك أن تبني ثلاثيا من ثلاثي, أو رباعيا من رباعي، أو خماسيا من خماسي.
فالثلاثي: نحو بنائك من ضَرَبَ مثل "عَلِم", فتقول: "ضَرِبَ"، ومثل "ظَرُفَ" تقول: "ضَرُبَ".
والرباعي: أن تبني من دحرج مثل "سِبَطْر", فتقول: "دِحَرْج", ومثل "هجرع" فتقول: "دحرج".
والخماسي: أن تبني من سفرْجل مثل "جِرْدَحْل", فتقول: "سِفْرَجْل", ومثل "جَحْمَرِش" فتقول: "سَفْرَجِل" وما أشبه ذلك.
فهذا كله, إنما غيرت بناء المبني منه وأصرته إلى مثل2 حال المثال المطلوب من الحركة والسكون, فهذا الضرب لا تحتاج فيه إلى تكرير؛ لأن أصول المبني منه في عدة أصول المثال المطلوب.
وأما3 ما يحتاج إلى التكرير عند بنائه, فأن تبني رباعيا من ثلاثي نحو: جعفر من ضرب "ضَرْبَب", أو أن تبني خماسيا من رباعي، فتبني من دحرج مثل: سفرجل, فتقول: "دَحَرْجَج". فإن بنيتَهُ من الثلاثة قلت على قياس "صَمَحْمَح: ضَرَبْرَب", وعلى قياس "حَبَنْطى: ضَرَنْبى" ومن كرر اللام قال: "ضربب".