وهو أصدق قيلا: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} 1, معناه2: من الزاهدين فيه. {إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ} 3, معناه: من القالين لعملكم, و {إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} 4, معناه: من الناصحين لكما. ولكنه لما قدمه جعله تبيينا وأخرجه عن الصلة.

ومعنى التبيين: أن تعلقه بما يدل عليه معنى الكلام ولا تقدره في الصلة؛ لأن معنى: كان جزائي بالعصا أن أجلدا: جلدي بالعصا.

ومعنى:

أبت للأعادي أن تذل رقابها

لا تذل رقابها للأعادي. وكذلك5 الباقي كله لا يمتنع أن تقدر فيه مثل6 هذا التقدير. فإذا7 فعلت هذا، سَلِمَ لك اللفظ والمعنى, ولم تقدم شيئا عن موضعه الذي هو أخص به، ولا يجوز زواله عنه.

وليس يمتنع8 أن يكون تفسير المعنى مخالفا لتقدير الإعراب، ألا ترى أن معنى قولهم: "أهلَكَ والليلَ": الْحَقْ بأهلك قبل الليل, وإنما تقديره في الإعراب: الحق أهلك وسابق الليل. وكذلك9 أيضا يكون معنى الكلام: "كان جزائي أن أجلد بالعصا", وتقديره في الإعراب غير ذلك.

وسيبويه كثيرا ما يمثل في كتابه على المعنى, فيتخيل من لا خبرة له أنه قد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015