الله كِفَايَته لِئَلَّا يشْتَغل بِالتِّجَارَة عَن أعباء الْخلَافَة
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَن أَبَا بكر لما ابْتُلِيَ الْمُسلمُونَ بِمَكَّة خرج مُهَاجرا حَتَّى إِذا بلغ برك الغماد لقِيه ابْن الدغنة سيد القارة وَقَالَ مثلك يَا أَبَا بكر لَا يخرج وَلَا يخرج إِنَّك تكسب المعدم وَتصل الرَّحِم وَتحمل الْكل وتقري الضَّيْف وَتعين على نَوَائِب الْحق وَإِنِّي لَك لِجَار ارْجع واعبد رَبك ببلدك
فَرجع بِهِ ابْن الدغنة وَطَاف فِي قُرَيْش فأجاره فَقَالُوا لَهُ مر أَبَا بكر فليعبد الله ربه فِي دَاره وَلَا يؤذنا وَلَا يستعلن بِعِبَادَتِهِ فَإنَّا نخشى أَن يفتن نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا الحَدِيث بِطُولِهِ
وقولك لَو أنْفق لوَجَبَ أَن ينزل فِيهِ قُرْآن كَمَا نزل فِي عَليّ (هَل أَتَى) وَالْجَوَاب أَن حَدِيث نزُول هَل أَتَى من الموضوعات كَمَا قدمنَا
وَلَو وَجب أَن ينزل قُرْآن فِي كل قَضِيَّة لَكَانَ الْمُصحف عشْرين سفرا كبارًا
وقولك تَقْدِيمه فِي الصَّلَاة كَانَ من أَمر عَائِشَة فَمن بَاب الإفتراء والمكابرة وَجحد الْمُتَوَاتر فَمن نقل لَك مَا ذكرته إِسْنَاد ثَابت أم من نقل شيوخك الْمُفِيد والكراجكي وأمثالهما الَّذين تصانيفهم مشحونة بِالْكَذِبِ
أفكانت صَلَاة وَاحِدَة حَتَّى يُقَال فِيهَا هَذَا
وَأهل الْعلم يعلمُونَ أَن أَبَا بكر صلى بِالنَّاسِ أَيَّامًا مُتعَدِّدَة بِقرب الْحُجْرَة النَّبَوِيَّة بِحَيْثُ يسمع الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قِرَاءَته وَلَا تخفى عَلَيْهِ إِمَامَته
وتواتر أَن ذَلِك بِإِذْنِهِ والنصوص فِي ذَلِك كَثِيرَة جمة
وَقد قَالَ نَبِي الله فِي مَرضه ذَلِك على مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَائِشَة أَنه قَالَ ادّعى لي أَبَاك وأخاك حَتَّى أكتب لَهُم كتابا فَإِنِّي أَخَاف أَن يتَمَنَّى متمن وَيَقُول قَائِل أَنا أولى