الَّتِي إتفقت لَهُ فِي يَوْم
ثمَّ لَهُ مَنَاقِب يشركهُ فِيهَا عمر كَحَدِيث شَهَادَته بِالْإِيمَان لَهُ ولعمر وَحَدِيث عَليّ يَقُول كثيرا مَا كنت أسمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول خرجت أَنا وَأَبُو بكر وَعمر وَحَدِيث نَزعه من القليب وَحَدِيث إِنِّي أُؤْمِن بِهَذَا أَنا وَأَبُو بكر وَعمر ومناقب عَليّ على كثرتها لَيْسَ فِيهَا شَيْء خَصَائِص
وللصديق فِي الصِّحَاح نَحْو عشْرين حَدِيثا أَكثر خَصَائِص فمناقبه جمة وفضائله عدَّة اسْتوْجبَ بهَا أَن يكون خَلِيل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دون الْخلق لَو كَانَت المخالة مُمكنَة
فَلَو كَانَ مبغضا لَهُ كَمَا يَقُول الرافضي لما حزن بل كَانَ يظْهر الْفَرح وَالسُّرُور فَأخْبر الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الله مَعَهُمَا وَهَذَا إِخْبَار بِأَن الله مَعَهُمَا بنصره وَحفظه
وَمَعْلُوم أَن أَضْعَف النَّاس عقلا لَا يخفى عَلَيْهِ حَال من يَصْحَبهُ فِي مثل هَذَا السّفر الَّذِي قد عَادَاهُ فِيهِ أُولَئِكَ الْمَلأ فَكيف يصحب وَاحِدًا مِمَّن يظْهر لَهُ موالاته دون غَيره وَهُوَ عَدو لَهُ فِي الْبَاطِن هَذَا لَا يَفْعَله إِلَّا أغبى النَّاس وأجهلهم فقبح الله من جوز هَذَا على أكمل الْخلق عقلا وعلما
وَقَول الرافضي يجوز أَن يستصحبه حذرا مِنْهُ لِئَلَّا يظْهر أمره فَهَذَا بَاطِل من وُجُوه عدَّة أَحدهَا أَنه قد علم بِدلَالَة الْقُرْآن موالاته ومحبته وَعلم بالتواتر الْمَعْنَوِيّ أَنه كَانَ محبا للرسول مُؤمنا بِهِ مُخْتَصًّا بِهِ أعظم مِمَّا علم من سخاء حَاتِم وشجاعة عنترة
وَلَكِن الرافضة قوم بهت حَتَّى إِن بَعضهم جَحَدُوا أَن يكون أَبُو بكر وَعمر دفنا فِي الْحُجْرَة النَّبَوِيَّة وَأَيْضًا فَمَا قَالَه هَذَا الرافضي يدل على فرط جَهله عُمُوما وخاصة بِمَا وَقع وَقت الْهِجْرَة فَإِنَّهُ اختفى هُوَ وَصَاحبه الْغَار وَعرف بذلك أهل مَكَّة وَأَرْسلُوا الطّلب من الْغَد فِي كل فج وَجعلُوا الدِّيَة فِيهِ وَفِي أبي بكر لمن أَتَى بِوَاحِد مِنْهُمَا فَهَذَا دَلِيل على علمهمْ بموالاته للرسول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومعاداتهم لَهُ وَلَو كَانَ مباطنهم لما بذلوا فِيهِ الدِّيَة
وَأَيْضًا فَإِنَّهُ كَانَ خرج لَيْلًا لم يدر بِهِ أحد فَمَاذَا يصنع بإستصحاب أبي بكر فَإِن قيل لَعَلَّه علم بِخُرُوجِهِ قيل يُمكنهُ أَن