بالمنقولات الثَّابِتَة يعلم أَن الْأَحَادِيث الدَّالَّة على إستخلاف أحد بعد مَوته إِنَّمَا تدل على إستخلاف أبي بكر لَيْسَ فِيهَا شَيْء يدل على إستخلاف عَليّ وَلَا الْعَبَّاس
وَإِن لم يكن اسْتخْلف فقد ترك مُبَاحا أما الإستخلاف فِي الْحَيَاة فَإِنَّهُ نِيَابَة وَلَا بُد مِنْهُ لكل إِمَام عزما
وَبعد مَوته انْقَطع التَّكْلِيف عَنهُ كَمَا قَالَ الْمَسِيح (وَكنت عَلَيْهِم شَهِيدا مَا دمت فيهم فَلَمَّا توفيتني كنت أَنْت الرَّقِيب عَلَيْهِم)
وقولك لم يعزله عَن الْمَدِينَة قَول زيف فَإِنَّهُ بِمُجَرَّد مَجِيء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْعَزل عَليّ كَمَا كَانَ غَيره من نواب الرَّسُول على الْمَدِينَة ينعزلون بمقدمه وَقد أرْسلهُ بعد ذَا بِبَرَاءَة إِلَى الْمَوْسِم وَبَعثه عَاملا على الْيمن ثمَّ وافاه فِي حجَّة الْوَدَاع
قَالَ الْخَامِس مَا رَوَاهُ الْجُمْهُور بأجمعهم عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لعَلي أَنْت أخي ووصيي وخليفتي من بعدِي وقاضي ديني
وَالْجَوَاب أَولا الْمُطَالبَة بِصِحَّة هَذَا فقد شطحت وَانْتَفَخَتْ إِذْ قلت رَوَاهُ الْجُمْهُور بأجمعهم فَإِن أردْت عُلَمَاء الحَدِيث فقد افتريت وَإِن أردْت أَن أَبَا نعيم رَوَاهُ فِي الْفَضَائِل والمغازلي أَو خطيب خوارزم فَلَيْسَ حجَّة بإتفاق ثمَّ بُطْلَانه مَعْلُوم قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كتاب الموضوعات لما روى هَذَا